[font=Arial][b][size=24]الدراسات الحديثة حول سمك القرش تثير الدهشة و العجب , نتائجها تمحو من الأذهان صورة الفك المفترس لهذه الأسماك , و تستبدلها بصورة أخرى تشير ملامحها إلى مصدر جديد لعقاقير تقاوم أخطر الأمراض .
هذه الصورة الجديدة لسمك القرش الذى يثير الفزع بين الناس توصل إليها فريق من العلماء الأمريكيين , بعد اكتشافه لمضاد حيوى فريد يقاوم الجراثيم و يساعد فى علاج من يعانون قصورا فى جهاز المناعة بما فى ذلك ضحايا الإيدز !
فمن المعروف أن هذه الحيوانات تحتضن صغارها داخل جسمها لمدة سنتين بعد خروجها من البيض رغم أنها لا تنتمى إلى الحيوانات الثديية .
و من هنا فقط بدأت المفاجأة الأولى !
فلقد لاحظ الباحثون أن إناث هذا السمك تقوم أثناء فترة حمل صغارها بسلوك غريب , و هو غسل الأنابيب التى تحمل الصغار , و التى تقوم بوظيفة تشبه الرحم عند الحيوانات الثديية بماء البحر مرة كل يوم , لإزالة الفضلات التى يلفظها صغارها .
و كان من الطبيعى أن يبرز سؤال و هو : أن مياه البحر مليئة بالحراثيم , فكيف تطمئن انثى القرش على صغارها أثناء غسل الأنابيب التى تحتضنهم ؟
و الإجابة على هذا السؤال استلزمت دراسة لجهاز المناعة عند سمك القرش , و لأن هذا الجهاز يبدو بدائيا جدا , لا يفرز سوى القليل من الأجسام المضادة , بالمقارنة مع الحيوانات الأرقى الأخرى , فقد جذب إليه الأنظار , و أثار حيرة العلماء .
و بدأت رحلة البحث عن أسرار جهاز مناعة القرش , و ما يحمله من أسرار و إنتهت الى نتيجة مدهشة و هى أن الأجسام المضادة فى جسمه تحتوى على مضادات حيوية تقاوم الميكروبات و الفطريات بفاعلية تفوق جميع المضادات التى تستخدمها الآن .
و مع إختبار المضاد الحيوى لسمك القرش على عدد من الجراثيم المختلفة , تبين انه يعجزها عن إكتساب حصانة ضده , لأنه يهاجم الغشاء المعقد للجراثيم و ليس مجرد إنزيم كما يحدث فى المضادات المعروفة .
و الإكتشاف الجديد يضيف صفحة أخرى لإكتشافات سابقة لهذه المخلوقات من بينها إحتواء زعانف سمك القرش الظهرية على قدرات غامضة استفاد منها الصيادون لبيعها بأثمان باهظة , بسبب إحتوائها على قيمة غذائية حيكت حولها الأساطير , ثم إكتشاف العلماء السر الكبير , و هو إحتواء هذه الزعانف على عناصر عذائية و دوائية يستفيد منها البشر فى علاج بعض الأمراض .
و سمك القرش بسبب عمره الطويل و مقاومته لأمراض السرطان تتجه اليه الأنظار للوصول إلى مواد تمثل العلاج المنشود للسرطان و الإيدز و فى بعض المراكز العلمية تجرى الأبحاث الجادة حول مدى صحة هذا الإفتراض بينما إستفادت بعض المستشفيات الطبية و السياحية من هذا الإكتشاف و قررت وضع برنامج طبى لعلاج مرضى السرطان .
و الغريب أن الأخبار التى نشرت مؤخرا تشير إلى نجاح العقار المستخلص من غضروف سمك القرش , و تحقيقه لنتائج وصفت بأنها مذهلة .
لكن هذه النتائج ينبغى النظر إليها بالشك و الحذر .
ما لم تؤكدها المراكز الكبرى لأبحاث السرطان فى العالم بعد إجراء المزيد من التجارب حولها.[/size][/b][/font]